د.فايز أبو عريضة يكتب…الأندية الرياضية مؤسسات وطنية
أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – عندما احتل الصهاينة بقية فلسطين والجولان وسيناء عام 1967 في ايام معدودة وبدات المقاومة تاخذ اشكالا عدة من الاشتباكات المسلحة مع العدو الى الاعتصامات والاحتجاجات والمقاومة بالقلم والصورة والصوت وكافة الاشكال المتاحة ، وبدا البعض يفكر في اقامة مؤسسات مجتمع مدني من نقابات وجمعيات خيرية وخدماتية.
وكانت الاندية الرياضية من انجح المحاولات في تعزيز الانتماء الوطني والمقاومة السلمية وذلك بتجميع الشباب في الملاعب والساحات والعمل على تدريبهم وتاهيلهم بدنيًا وفكريا لمقاومة الاحتلال الصهيوني،، والذي من المفترض ان تستمر في هذا الاتجاه لحين التحرر واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ،
وقد استرجعت بذاكرتي في هذا الشهر المبارك الجهود الوطنية الطيبة التي قدمها العديد من المناضلين والمرابطين في تاسيس الاندية الرياضية والمحافظة على الاندية القديمة ، وكن ابرز رواد تلك المرحلة المرحوم باذنه تعالى الاستاذ عطالله علاوي استاذ التاريخ والجغرافيا والفلسفة والاجتماع في العديد من المدارس الثانوية في الضفة الغربية وتحديدا في محافظة الخليل.
وبعد الاحتلال استشعر المرحوم باذنه تعالى الاستاذ عطا الله مع غيره من الوطنيين باهمية الاندية ودورها في مقاومة الاحتلال وقام بتاسيس نادي الظاهرية عام 1974، وبدات الفكرة في اجتماع مصغر لمجموعة من شباب البلدة في غرفة في بيته الصغير الكبير باهله ومحبيه في منطقة (مرحان حميدة) في المدخل الرئيسي للبلدة،
وتعرض للاعتقال لمرات عديدة ومع هذا تم تاسيس النادي وتراس اول هيئة ادارية له .
وترافق ذلك مع قيام اندية عديدة في معظم المدن والبلدات والقرى في الاراضي المحتلة رغم مضايقات الاحتلال بالمنع والاعتقال والمطاردة ولا زالت هذه الممارسات بمنع وتعطيل اقامة البطولات الرياضية وخاصة اذا كانت هناك مشاركات خارجية عربية واقليمية قد تكشف ممارسات الاحتلال في القتل والتدمير والتعطيل باقامة حواجز القهر حتى يومنا هذا .
وكلنا امل وثقة في الاجيال المتعاقبة ان تحافظ على الاهداف والرسالة والقيم والرؤى التي انشات بموجبها الاندية الرياضية في فلسطين المحتلة رغم انف المحتل ،وضحى في سبيلها الآلاف من الشهداء والمعتقلين منذ ما يزيد عن نصف قرن .
وتقبل الله طاعاتكم في هذا الشهر الفضيل وكل عام وانتم بالف خير.