أ.د.فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – وردتني مشاركة من الاخ والصديق والقريب المهندس سمير القزقي التلاحمة والذي يقيم في كندا وكانت مداخلته الاولى على مقال لي بعنوان (عندما تلتقي الرياضة مع روح المحبة )وهذا ما كتبه الصديق المهندس سمير حرفيا ؛
(((احب ان أشارك لان الموضوع مهم
ابني عمره ٦ سنوات و هو لاعب هوكي لفريق مدينتنا هنا في كندا . عندما يذهب الفريق للعب ضد فريق مدينة أخرى يكون الترتيب كما يلي :
١. مشجعوا الفريقين يجلسون في جانب واحد . مختلطين مع بعض يعني
٢. عندما يسجل اي لاعب هدف ، لا يحتسب الهدف للفريق ولا يظهر على الشاشة . ما في نتائج .
٣. عندما يسجل اي لاعب هدف ، يصفق له جميع الحضور ، سواء مشجعي الفريق نفسه او مشجعي الفريق الخصم
٤. في بداية و في نهاية المباراة يقوم كل اللاعبين من كلا الفريقين بالسلام ومصافحة لاعبي الفريق الآخر
٥. حكم الساحة يقوم بتحية اللاعب في حالة تسجيل هدف .
٦. يحضر الاهل جميعا لتشجيع الطفل ، فتري الاب والام والاخوة والاجداد والجيران كمان موجودين
٧. في نهاية المباراة ، يتم توزيع الميداليات على اللاعبين من كلا الفريقين ، جميع اللاعبين
٨. يستمر ذلك الترتيب لسن ٩ سنوات )))
وبعد هذه المداخلة تمنيت عليه ان يبعث لي صور من الميدان واليكم ما جاد علينا به في رسالته الثانية ومع صور عديدة اخترت لكم صورتين
(((مرحبا دكتور ))؟
يسرني إرسال الصور عن لعبة الهوكي للصغار .لكن احب ذكر بعض المعلومات ، أعتقد انها مفيدة
١. لتسجيل طفل للعب في رابطة الهوكي للصغار ، يجب على احد الوالدين او كلاهما ان يجتاز دورة ” والد او والدة لاعب هوكي ” لا يقبل التسجيل دون اجتياز الدورة بنجاح
الدورة ليست عن لعبة الهوكي ، بل عن كيفية تعامل الاهل مع الطفل المسجل كلاعب ، كيف يتم التعامل معه ، كيف يتكلم الاهل معه عند الذهاب للمباراة و بعد المباراة ، كيف تتكلم مع اللاعب الطفل في حال الفوز وفي حال الخسارة . الدورة كذلك تبين كيفية تعامل الاهل مع المدرب والحكم والجمهور والصحافيين .
٢ متطلبات مقاطعة بريتش كولومبيا التي نعيش فيها ، ان يكون هناك مدرب لكل ٤ لاعبين على الأكثر، اليوم على سبيل المثال كان هناك ٢٤ لاعب مع ٧ مدربين .
٣. في معظم الأحيان: المدرب يكون له طفل يلعب مع الفريق ، حتى يطمئن الاهل انه المدرب اب و يعرف يتعامل كأب مع باقي اللاعبين الصغار .
٤.عادة ، هناك حصتين تدريب في الأسبوع كل حصة ساعة ونصف
٥. الاهل يعرفون بعض و يعرفون كل المدربين ومن الشائع ان يحضر الاهل حلويات من حين لآخر و المدربين أيضا يعملو نفس الشيئ …يعني لا تستغرب اذا شفت الكل ناصحين
٦. نحن نعيش في مدينة اسمها Nanaimo , عدد سكانها ١٠٠ الف ، فيها ٦ ملاعب هوكي . كل ملعب هوكي يستضيف تقريبا ٩ حصص تدريب يوميا على مدار السنة …يعني مطلع تكلفته و زيادة
٧. اللاعب الذي يظهر في الصورة لوحده هو ابني جاد عمره ٦ سنوات .
٨. القميص الملون و الجرابات الملونة مقدمة لكل اللاعبين في مقاطعة بريتش كولومبيا من قبل سلسلة المقاهي Tim Hortons
لا تستغرب : مؤسس سلسلة المقاهي اسمه : Tim Horton وكان لاعب هوكي كندي في الستينات من القرن الماضي . تأسست السلسلة سنة ١٩٦٤ .
٩. يستغرق تلبيس الطفل ملابس الهوكي مع أدوات الحماية حوالي ١٥ دقيقة ….يعني انا او امه بنتعب بدون ما نلعب هوكي
١٠ . لعبة الهوكي في كندا لعبة للعائلة ، عند النظر للمدرجات ستظن ان الناس رايحة رحلة . الاكل و القهوة و حرامات احيانا موجودة و أحضرت من البيت . من النادر رؤية شباب او شابات لوحدهم ذاهبون لرؤية المباريات …وحلقات الأحاديث العائلية هي السائدة في المدرجات …تبادل الاكل والحلويات شئ طبيعي و مش بالضرورة تكون تعرفهم للناس . يعني هيصة بس كويسة
الهدف هو تعزيز حب الرياضة لدى اللاعبين الصغار من البداية و ذلك قبل تعزيز حب الفوز و التنافس)))) انتهت الرسالة
وبدون مقدمات وتعليقات وبحوث ودراسات وادب نظري يمكن تلخيص اهداف التربية الرياضية من هذا الحوار العفوي والممارسة الميدانية، بانه نشاط بدني يهدف الى التربية الشمولية لشخصية الطفل من مختلف الجوانب النفسية والاجتماعية والمعرفية والوجدانية اضافة الى البدنية وتكتمل حلقات التربية بتفاعل الاسرة في مجمل النشاط مع اطفالهم بالحضور والمشاركةِ والتشجيع كما ورد في رسالة وصور المهندس سمير دون رتوش او اضافة او حذف ، وارى فيها تطبيقات ميدانية كما ينبغي ان تكون عليه الرياضة ،
وفي المقابل لا نريد الدخول في جدل بيزنطي مع بعض من يرى بانه لا يمكن القيام بذلك بحجةً (عندهم وعندنا والامكانات والثقافة وكل مبررات الفشل )، او اسقاط الفشل في التربية على اطراف اخرى،
فاذا خلصت النوايا يمكن ان نرقى باطفالنا اذا ما احسنا مخاطبتهم بالعقل دون الشعور بالتفوق على الاخرين حتى لو في رحلة عابرة في البراري والسهول وانما بالتعاون والايثار والتسامح والاحترام المتبادل لنضمن ان يلتقي اطفالنا في الملاعب والمباريات ويجلسون في المدرجات كغيرهم من اطفال العالم ؟
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك
