الراشد يكتب….ميسي ورونالدو .. عشر سنوات من المتعة
صالح الراشد
ستادكم نيوز – سنوات كاملة أمتع الارجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو عشاق كرة القدم بفنونهم المختلفة، لينقسم العالم بين مشجع لهذا وعاشق للآخر، لتتزايد المناكفات بين محبيهما حتى أصبحا الشغل الشاغل للبعض، فيما اللاعبان يبحثان بجد واجتهاد عن تحطيم الارقام القياسية الفردية والجماعية، ليفرضا سيطرتهما شبه المطلقة على هذا الألقاب ولم يتركا إلا عدد قليل جداً من الألقاب يذهب لغيرهما.
ولكن كما غيرهما من النجوم فان للقدر حكمه وللعمر فعله والتراجع الفني لا بد عنه، لتكون بداية التراجع مع رونالدو الأكبر عمراً والأسبق في تحطيم الارقام، وهذا أمر طبيعي فيما ميسي لا زال يلعب بقوة لا تعادل ربع قوته السابقة لكنه ينجح في إسقاط أرقام رونالدو، وهنا المتعة فالأرقام وجدت كي يحطمها الآخرون ولم يصمد رقم في شتى الألعاب كون اللاعبون يتطورون من جيل لجيل لنشهد تساقط أرقام كنا نظنها ستبقى للأزل ومنها العديد من الارقام القياسية في ألعاب القوى، فيما يبقى صامداً الرقم القياسي للاعب السلة الأمريكي السابق ويلت تشامبرلين الذي سجل مئة نقطة في مباراة واحدة.
أما الثنائي “ميسي رونالدو ” فقد سيطرا على عالم كرة القدم وفرضا وجودهما وجعلوا بقية النجوم يختفون، لكن حان الوقت لكي يختفيا هم أيضاً ويأتي غيرهما للتنافس على تحطيم الارقام وحصد البطولات، وشهدنا على مدار عقود ثنائيات لنجوم تنافسوا على البطولات في أزمنة سابقة، فقبل ميسي رونالدو شهدنا التنافس المثير بين رونالدو البرازيل وزين الدين زيدان، وسبقهم تنافس الفرنسي بلاتيني والنجم الكبير مارادونا الارجنتين وزيكو البرازيلي ورومينجه الألماني وروسي الايطالي، وقبلهم كنا على موعد التنافس بين قيصر ألمانيا بكنباور والجناح الهولندي الطائر كرويف، وقبلهم الفرنسي فونتين والمجري كوشيش ومتعدد الجنسيات ديستفانيو فيما كان النجم البرازيلي بيليه في برج عاجي، وجميع هؤلاء مضوا في طريقهم وبقيت ذكراهم وهذا ما سيحصل مع ميسي الارجنتين ورونالدو البرتغال.
وللحق فان اي من النجوم الكبار السابقين لم يحصل على شعبية كما حصل لميسي ورونالدو اللذين استفادا من وسائل التواصل الاجتماعي للحد الأعلى، وحصلا على أرباح مالية وصلت المليار دولار وقد تكون قد تجاوزته، وهو أمر لو تواجد في عصر ماردونا وبلاتيني وكرويف وبيليه لحققوا أرباحاً مذهلة،وبالتالي فقد تواجد ميسي ورونالدو في التوقيت المناسب لجني ثمار مهارتهما في كرة القدم ليشكلا اضافة عظيمة لسحرها وقوتها.
اخر الكلام:
كرة القدم مجرد لعبة في صناعة الاثارة والمتعة في عالم مختلف التراكيب والثقافات، فالغرب وصل مرحلة متطورة من المدنية جعلتهم يبحثون عن الاستمتاع بالقدرات الفنية للاعبين في شتى الألعاب، ودول العالم المستهلكة يقتلون الوقت والأمل بمتابعة اللعبة ومنحها وقت أكثر مما تستحق، لذا تبحث الأندية عن رموز جديدة يُجمع على عشقهم المُشاهدين، فمن هم القادمون الجدد القادرين على سد جوع المشاهدين للعبة وإثراء الأندية بالمال.