اتحاد الكرة.. “ما باليد حيلة”
تيسير محمود العميري
لنكن منصفين.. ما من أحد من الاتحادات الرياضية الدولية والقارية والمحلية، نجح في إتمام أجندته التي وضعها مع بداية العام الحالي، قبل أن يخلط فيروس كورونا الحابل بالنابل ويصيب أكثر من 37 مليون إنسان توفي أكثر من مليون منهم، ويتسبب “كوفيد 19” بحالة من الرعب والخراب والدمار في شتى أرجاء المعمورة.
جميع الخطط التي كانت موضوعة سابقا أصبحت فيما بعد حبرا على ورق، وباتت جميع الاتحادات مجبرة على إعادة حساباتها وتنظيم أجندتها، سواء بتأجيل مسابقات أو إلغائها وتعديل أنظمتها، بما يتماشى مع المستجدات ويتيح المجال لتنفيذ ما يمكن تنفيذه في ظل ظروف بالغة الصعوبة واستثنائية، استوجبت إعداد خطط طوارئ للتعامل معها والخروج منها بأقل الأضرار.
حتى نهاية الموسم الكروي الماضي، كانت بطولة كأس الأردن لكرة القدم الوحيدة من بين المسابقات المحلية ممن لم يصبها قرار الإلغاء منذ انطلاقها العام 1980، في حين ألغيت مسابقات الدوري وكأس الكؤوس ودرع الاتحاد لأسباب مختلفة أكثر من مرة، لكن للضرورة أحكام، كما يقال.
لم تجد لجنة الطوارئ في اتحاد الكرة، برئاسة سمو الأمير علي ابن الحسين، سبيلا سوى إلغاء بطولات الكأس والفئات العمرية، بفعل استمرار جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية اليومية، ورغبة الاتحاد في إنهاء مسابقاته، وعلى رأسها دوري المحترفين حتى منتصف شهر كانون الثاني (يناير) المقبل، لإفساح المجال أمام “النشامى” لاستكمال مشواره في التصفيات الآسيوية المزدوجة، بعد أن عجز الاتحادان الدولي والآسيوي عن إقامتها سواء في موعدها السابق قبل “كورونا” أو موعدها اللاحق في ظل الوباء العالمي.
لم يجد الاتحاد مفرا من الإلغاء واختزال الوقت.. صحيح أنه يتحمل جزءا من المسؤولية حين تأخر في إطلاق الموسم الحالي عن موعده المعتاد نحو ستة أشهر، لكن ما جرى قد جرى ويجب التعلم من مثل هذه الأخطاء مستقبلا، ولا بد للموسم الكروي المحلي أن يتوافق في موعده مع مواعيد معظم المسابقات سواء في المحيطين العربي والإقليمي أو الدولي، وليس البحث عن الاستثناء والسير عكس التيار.
الاتحاد حدد مواعيد المباريات العشر المؤجلة من “ذهاب الدوري”، لتقام خلال عشرة أيام بعد انتهاء فترة القيد الشتوية في العشرين من الشهر الحالي، كما حدد مواعيد أول 3 جولات من مرحلة الإياب، لحين انجلاء الصورة بشأن التصفيات، وللتغلب على الظروف القاهرة، سعى الاتحاد لتوفير بعض المتطلبات الضرورية التي تمكنه من إتمام الموسم دون مزيد من التأخير والعثرات؛ حيث سمح متأخرا للأندية بزيادة كشف المباراة إلى 23 لاعبا، شريطة أن يكون بينهم 3 لاعبين من الفئتين الشبابيتين الأدنى من الفريق الأول، وسمح للاعبي فريق تحت 20 عاما كافة و7 لاعبين من فئة تحت 17 عاما بأن يشاركوا في مباريات الفريق الأول، ما يوسع من خيارات المدربين ويمكن الفرق من توفير الحد الأدنى لكشف المباراة “15 لاعبا” في حال حدوث إصابات كثيرة بفيروس كورونا، ستؤدي إلى إقصاء اللاعبين المصابين طبقا للبروتوكول الصحي الجديد، وإخضاع المصابين وفرقهم ومخالطيهم لفحوصات جديدة واستثنائية، واستمرار المسابقات دون تعطيل، وإن كان عدم القدرة على توفير 15 لاعبا كحد أدنى في كشف المباراة سيؤدي إلى تخسير الفريق 0-3، وبالتالي ستعمل الأندية على توسيع خياراتها، لاسيما من فريقي الشباب لضمان عدم حدوث خلل أو نقصان في عدد اللاعبين في حال حدوث إصابات كثيرة لا سمح الله.
سعى الاتحاد لتأمين تصاريح من إدارة الأزمات لضمان استمرار المباريات يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، في حال استمر حظر التجول الذي أعلنته الحكومة السابقة حتى إشعار آخر، وهذا سيساعد على الانتهاء من 76 مباراة متبقية من عمر الدوري في أسرع وقت ممكن، بعد أن طال عمر الدوري وضاعت إثارته، وأصبح مجرد عبء يتحين الجميع فرصة التخلص منه… باختصار “ما بيد اتحاد الكرة حيلة أكثر من ذلك”.
*الغد