صالح الراشد يكتب…الجَمال والسحر .. أرجنتيني
صالح الراشد
ستادكم نيوز – رفع النجم الارجنتيني ليونيل ميسي كأس العالم الثانية والعشرين 2022 التي استضافتها دوحة العرب، رفعها وهو يرتدي “العباية” العربية التي ألبسه إياها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رفعها للمرة الأولى في تاريخه كلاعب بعد لقاء أعتبر الأجمل في نهائيات كأس العالم منذ بداية البطولة، فلم يكتب لنهائي كأس العالم لكرة القدم 2022 أن ينتهي بصورة طبيعية، ليكون الختام بصورة درامية لم يحفل بها لقاء قبل ذلك، فالارجنتين ظفر باللقب بالفوز على فرنسا بركلات الجزاء الترجيحية بعد نهاية اللقاء وشوطيه الإضافيين بالتعادل “3-3″، ليسجل مبابي انجاز كبير ويسير على طريق الانجليزي هورست حين سجل هاتريك في اللقاء الختامي، مقابل ثُنائية لميسي وهدف سجله دي ماريا، وتنقلت الجماهير بين الفرح والترح في لقاء غامض لم ينتهي بتقدم الارجنتين بهدفين في الشوط الأول ليكون الرد الفرنسي في دقيقة واحدة في الشوط الثاني، ولم يشفع لمسي التقدم لبلاده من جديد في الشوط الإضافي الثاني ليسجل مبابي التعادل.
فالارجنتين تمسكت بالأمل لإنهاء الصيام عن الفوز باللقب بعد عامي “1978” بطولة الماتادور كمبس و”1986″ حيث انتشر جنون مارادونا، فلعبت أجمل مبارياتها وقدمت سحر كرة القدم الحقيقي، فيما فرنسا قدمت الواقعية بأجمل وأقوى صورها، ليكون النهائي الحلم الذي لم يراود خُلد المتابعين، لكنه مونديال العجب الذي فاجأنا بكل غريب وجميل من البداية وحتى النهاية، فالجمال تمثل بفوز السعودية على الارجنتين والختام بفوز الارجنتين على فرنسا، لتحصد في النهاية كأس الساحر ميسي، حيث كان التنافس على أشده بين الزميلين في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي على لقب هدف البطولة، والذي ذهب في النهاية لمبابي ب”8″ أهداف مقابل “7” أهداف لنجم البطولة وفارسها ليونيل ميسي، لينال لاعبو المنتخبين جميع الألقاب الفردية.
ولم يكن طريق الارجنتين سهلاً صوب اللقب، فقد خسر المنتخب في أول لقاء له في البطولة أمام السعودية قبل العودة والفوز على المكسيك وبولندا بذات النتيجة، ويواصل المسير بالفوز على استراليا وهولندا وكرواتيا وفرنسا، لكن من قال ان طريق البطل دوماً تكون مفروشة بالورود، فالبطل عليه أن يتجاوز جميع الصعاب حتى يصل لقمة بطولة تعتبر الأفضل والأروع في تاريخ كرة قدم، حيث اهتم القطريون بأدق التفاصيل، وجعلوا البطولة ترتدي الثوب العربي من بدايتها في حفل الافتتاح وحتى النهاية، ليرفع ميسي اللقب وهو يرتدي “العباية” العربية في رسالة للعالم أجمع أن العرب قادرون على التنظيم المُبدع كما هم قادرون على الإمتاع بكرة القدم والفوز على كبار العالم.
آخر الكلام:
مع نهاية اللقاء نزل الرئيس الفرنسي ماكرون إلى أرض الملعب ليقف بجوار لاعبي منتخب فرنسا وبالذات مبابي صاحب الثلاثية في اللقاء الختامي، كما قام بالحديث مع غالبية اللاعبين لرفع معنوياتهم، وهذه حالة نادرة في تاريخ البطولة، وعانق لاعبي فرنسا عند التتويج.