أبو عريضة يكتب…الجانب الانساني والاجتماعي لفعاليات كأس العالم 2022
أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – عندما تتابع ما يتحدث به العالم والمشاهدات والاعلام بكافة اشكاله الذي يملا الدنيا عن كاس العالم والفعاليات المرافقة تجد ان هناك جوانب ايجابية عديدة ومن ابرزها اعتبار كرة القدم وسيلة مثلى لتوحيد العالم على اعتبار انها لغة تفاهم مشتركة بين الجميع وفيها عدالة نسبية لا تتوفر في مجالات اخرى بغض النظر عن اللون او العرق او الغني والفقير والقوي والضعيف ،ويمكن ان يفوز بالمباراة الاقل عددا وعدة على الاقوى منه في المعايير الاخرى خارج اطار المستطيل الاخضر ،
ومن خلال رصد ردود الافعال خلال المباريات لم نلحظ الاختلاف بين الجماهير المختلفة في الاعراق والثقافات في التعبير عن الفرح بالفوز او الغضب للخسارة والذي لم ينقلب الى سلوك عدواني بل كان طبيعا في الحالتين سواء بالالفاظ او السلوك في الملعب والشارع ، على عكس ما نشاهده في الملاعب المحلية في دول العالم ،بل نشهد القبول بالخسارة بروح رياضية واستمرار التشجيع للفرق حتى الثانية الاخيرة من المباراة،
وكذلك ساهمت المنصات الاعلامية والرقمية في نقل صور ايجابية في التعامل اليومي بين الجماهير التي وفدت الى قطر وكلهم ملتزمون بالتعليمات اضافة الى قضاء اوقات الفراغ ممتعة في جولات سياحية دون احتكاكات بين جماهير الفرق المتنافسة، ولم نسمع هتافات مستفزة تسيء للاخرين،
وقد لاحظنا الناس وهم يودون الصلوات في الاماكن المفتوحة والمتاحة والملاعب بكل سهولة ويسر، وتوفرت فرص مشاهدة المباريات لطبقات اجتماعية واقتصادية قد لاتملك القدرة باقل التكاليف في قطر وخارجها وذلك من خلال مؤسسات اجتماعية ومساهمات فردية اوجماعية وفي اماكن عديدة في العالم وبعضها تكتوي بويلات الحروب او الاحتلال الصهيوني البغيض ،
وكان رئيس الFIFA انفاتينو قد طالب في كلمته في افتتاح البطولة بايقاف الحروب في العالم اسوة بما كان يحدث في الدورات الاولمبية القديمة قبل التاريخ ،
وفي كل الاحوال اتاحت مباريات كاس العالم لكل شعوب الارض الفرصة لاعادة النظر في العلاقات الانسانية والاجتماعية بين بني البشر دون حروب ونهب لخيراتها بعد التخلص من الاساطير وخرافات التفوق العرقي التي سيطرت على العقل الغربي لقرون طويلة بعد ما شهدوه من تسامح ورقي في المعاملة في قطر باعتبارها دولة عربية اسلامية.
*العضو الأسبق في مجلس إدارة الاتحاد الأردني لكرة القدم