شخصيات في ذاكرة الرياضة الأردنية…أبو الطيب افتتح رصيد الأردن من الذهب
كتب : أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – عندما اكتشف الفتى محمد جميل موسى (ابو الطيب )ذاته في بلدته ومدرسته في عنبتا بالضفة الغربية في بداية الخمسينيات من القرن الماضي ،وتعرف على قدراته البدنية الموروثة قبل ان يكتشفه الاخرون وبدات ملامح التفوق والابداع في الرياضة تظهر عليه بكافة اشكالها في الالعاب الفردية كالعاب القوى والرمي تحديدا وكذلك الالعاب الجماعية الكروية ،وبدا يحصد البطولات المدرسية على مستوى المملكة بضفتيها انذاك وتلقفته الاندية ولعب لها في كل الالعاب الجماعية وابدع فيها كالنادي الاهلي ونادي الاردن والارثوذكسي وغيرها ولعب كرة القدم وكرة السلة واليد والطائرة على المستويات المدرسية والنادوية والمنتخبات الوطنية لسنوات طويله وكان الاميز والابرز فيها اداء وقيادة ، وهذه الحالات لم تشهدها الساحة الرياضية الاردنية الا نادرا،
ولكن ابوالطيب البطل الذي احرز للأردن أول ميدالية ذهبية في رمي الرمح في الدورة الرياضية العربية الثانية في بيروت عام 1957 وشارك في معظم الدورات العربية العربية العامة والمدرسية لاعبا ومدربا واداريا،
وعندما ابتعث لدراسة التربية الرياضية لتفوقه الرياضي العالي الى المعهد العالي للتربية الرياضية /الهرم/ بالقاهرة كان البطل العربي في العاب القوى (الرمي ) على مستوى جمهورية مصر العربية ولعب لانديتها وابرزها النادي الاهلي المصري العريق في التاريخ والانجازات ،واكتشفه المدربون في المعهد واستقطبوه ليلعب في الاندية المصرية آنذاك وكان نجما في كرة اليد والتي لم تكن قد دخلت كلعبة للاردن وحملها معه في نهاية الخمسينيات بعد تخرجه ،واخذ على عاتقه ادخالها للاردن ،وكانت البداية من معهد المعلمين في عمان حيث انشأ فيه تخصصا للتربية الرياضة بجهود فردية منه لمستوى الدبلوم ودرب تلاميذه
على كرة اليد نظريا وعمليا ونقلوها الى المدارس الى معظم محافظات المملكة، وكانت المشاركة الاردنية الاولى في كرة اليد في الدورة الرياضية العربية في المغرب عام 1961 حيث احرزت الاردن بقيادته كلاعب الميدالية البرونزية فيها، وتدرج في العمل العام في الوظائف من التدريس الى الادارة الفنية للرياضة المدرسية في وزارة التربية والتعليم ومن ثم الى ادارة المناهج المدرسية لسنوات طويلة وساهم في ادخال التربية الرياضية كمادة منهجية مدرسية بالمفهوم الصحيح وتوج ذلك بالتحاقه ببرنامج الدراسات العليا في المناهج في الجامعة الاردنية ،
وفي نفس الخط الموازي لم يبتعد عن الملاعب كلاعب ومدرب وحكم لمرحلة متاخرة من شبابه
وفي مجال الاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية الاردنية كانت البداية بمساهماته العديدة من العمل باعداد الخطط الموحدة ولاول مرة في الاردن للاتحادات الرياضية في مؤسسة رعاية الشباب مع مجموعة من المختصين في نهاية ستينات القرن الماضي وتراس مجالس ادارات العديد من الاتحادات الرياضية وابرزها العاب القوى ، وانتقل الى وزارة الشباب بعد تاسيسها كامين عام الوزارة لسنوات عديدة، وعمل في مواقع عديدة في المجال الرسمي الحكومي وكان قريبا من الجميع ومتواضعا في تعامله بروح رياضية وابتسامته المعهودة ولا زال كذلك وندعو الله العلي القدير ان يديم هذه الابتسامة الطيبة ،
والمجال لا يتسع لسرد تفاصيل طويلة عن مساهماته في العمل التطوعي والعام لانها تحتاج الى صفحات وكتب ومذكرات شخصية منه، ويعرفها اجيالنا ومن سبقونا واحببنا ان نلقي الضوء على بعضها لتتعرف الاجيال الجديدة على ابرز ملامحها ،
ولا يزال يقدم خبراته كلما لجا اليه او استعان به من الاجيال المتعاقبة في العمل الرياضي والشبابي بكافة اشكاله ،ولم يبتعد عن العمل العام ولازال في قمة نشاطه حيث يراس مجلس ادارة هيئة رواد الحركية الرياضية والشبابية منذ تاسيسها قبل عقدين ويزيد بكفاءة وبحب واحترام من الجميع ،
وفي النهاية امنياتنا له بالصحة والسعادة والعمر المديد في طاعة الرحمن وخدمة الحركية الشبابية والرياضية التي اعطاها وقدم كل لها ما يزيد عن سبع عقود،
ويعتبر بحق من القامات الرياضية الاردنية والعربية التي تستحق ان تكرم وتدون في الذاكرة الوطنية .