صالح الراشد يكتب…قبل النهاية.. شكراً للأخضر السعودي
صالح الراشد
ستادكم نيوز – تسير بطولة كاس العالم بقوة صوب نهاية دور المجموعات، وشاهدنا اللعب الجميل والساحر لمنتخبات، والممل الدفاعي المبني على القوة المفرطة والخشونة لآخرين، ومنتخبات فقدت هيبتها وآخرى أضاعت قيمتها وتاريخها بتغير مسارها عن كرة القدم لقضايا أقل قيمة، ليكون المنتخب السعودي العملة النادرة وسط عملات بعضها مرتفع السعر وأخرى هبطت قيمتها لأدنى مستوى، والبعض أصبح بلا قيمة حين ضل الطرق.
فالمنتخب السعودي كان صورة إيجابية في فنون كرة القدم وأخلاقيات اللعبة، ليكون المُعلم لمن قابلهم في البطولة بعلوم الصبر والثقة والتحدي والالتزام والروح الرياضية العالية والرجولة، ليكون نبراس في بطولة سيحصل منتخب على كأسها لأربع سنوات، فيما ما قدمه نجوم الأخضر سيظل يتردد لسنوات طويلة، وسيكون مرجع لجميع المنتخبات المشاركة في البطولات القادمة كما كان في البطولة الحالية، حين رفض السعودي الاعتراف بقوة وسطوة المنتخبات الكبيرة، ليعلن أن البطولة لمن يقدم ويستغل الفرص.
فأمام الأرجنتين كان نجوم السعودية على قدر المسؤولية وحققوا المطلوب بآداء قوي، أثبتوا فيه قوتهم وانضابطهم وعدم رهبتهم من الاسماء ليكون الفوز ثمرة مستحقة للمجتهدين، وأمام بولندا سيطروا على اللقاء من بابه لمحرابه، وقدموا كرة قدم حديثة أدهشت منافسيهم الذين لم يصدقوا في نهاية اللقاء بأنهم يقابلوا منتخب آسيوي وليس منتخب قادم من كواكب أخرى، وأنهم نجحوا في تحقيق الفوز على منتخب أخضر يملك كوكبة من النجوم صنعوا مجداً لبلادهم بفضل مستواهم الراقي.
وكانت التوقعات أن لا يبتعد السعودي في المنافسة وأن يغادر مبكراً، فيما تزايد الضغط الإعلامي على اللاعبين وتخويفهم من أسماء منتخبات المجموعة، وهنا ظهرت حكمة ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان حين اجتمع باللاعبين وطالبهم أمام الجميع بالذهاب للاستمتاع بالبطولة، وأنه يدرك مدى قوة المنتخبات التي سيقابلها منتخب بلاده، لتكون هذه الكلمات بمثابة السحر حين هزمت الأقلام المنبطحة السلبية وأسكتتها بطريقة مهذبة وراقية، وجعلت لاعبو السعودية يعقدون العزم على أن يكونوا على قدر المهمة وأن يحققوا الإعجاز قبل الانجاز، كرد على كلمات ولي العهد الرائعة والموزونة بدقة.
آخر الكلمات:
لن أصدر حكمي على المنتخب السعودي منتظراً لقاءه مع المكسيك، فقد أصدرته منذ اليوم الأول للبطولة بأنه قدم ما عليه وانتصر برجولة وخسر بسوء حظ، وإن تأهل للدور ثمن النهائي فهو يستحق وإن غادر البطولة فقد ترك فيها بصمات ودروس يعجز عن تقديمها من سيظفر بلقب كاس البطولة، لذا أقولها شكراً للمنتخب السعودي.