أبو عريضة يكتب…حمل العنف والشغب من الشارع الى الملاعب
د. فايز أبو عريضة
يعتبر العنف او ما يطلق عليه شغب الملاعب والذي هو عبارة عن ترجمة الاخفاق في امور حياتية سياسية او اجتماعيةاو اقتصادية ودراسية الى الفاظ او افعال لا تتفق مع القيم والاخلاق والذوق العام وتخرج عن القوانين والانظمة وتتراوح بين الألفاظ النابية الى الضرب والتكسير والشجار مع الغير فرديا او جماعيًا وقد تصل الى القتل في حالات عديدة ،
ومن خلال رصد واستقصاء واستطلاع الاراء والاطلاع على الادب النظري والدراسات المرتبطة بهذا الموضوع نستطيع ان نحدد الفئات التي تمارس الشعب والعنف ودوافع ذلك وهي على النحو التالي
1-الفئة الشباب المتعطلة عن العمل او التي تعمل في اعمال لا توفر الحد الادنى من متطلبات المعيشة الاولية، وقد يذهب الى الملعب مشيا على الاقدام ليوفر ثمن تذكرة الدخول ولا يملك اجرة العودة الى البيت ولذلك يدخل الى الملعب محتقنا وساخطا ومحبطا ويجد فيه البيئة المناسبة لتفريغ هذا الاحتقان بالانجرار وراء قادة الشغب الافتراضين للتعبير عن غضبه واحساسه بالظلم دون الخوف من العقاب ،
2-فئة الشباب الذي يعاني من الفراغ بكافه انواعه ويرى في الملعب وخارجه في المنطقة التي يعيش فيها الفرصة بالانتماء الى المشجعين بشكل مجموعات وجماعات نتيجة لفراغ اجتماعي او سياسي او وجداني مرجعة الى فشل المؤسسات التربوية والاعلامية في ملىء هذا الفراغ، ويلجاون الى التعبير عن ذاتهم جماعيا داخل الملعب او خارجه ويجنحون الى الشغب والعنف لاعتقادهم انه لا مسؤولية قانونية او ادبية على هذا السلوك الغير قانوني والغير اخلاقي،
3- فئة اصحاب المصالح الخاصة في تحقيق الذات اجتماعيًا او سياسيا ومعظم هولاء من ادارات الاندية او الطامحين اليها او المعارضين لها ، والذين يوظفون بعض الشباب المتحمس والغير الواعي ليخاطبوا من خلالهم الاخرين كقيادات اجتماعية او سياسية وتجدهم يثيرون الشباب من خلال منصات التواصل للولاء لهم وليس للنادي وتوفير كل المتطلبات اللوجستية لهم كالتذاكر والمواصلات وغيرها ولذلك قد تجد ان بعض المشجعين في الملعب يهتفون لهم وليس للنادي وهولاء اكثر الفئات اثارة للشغب واكثرها عنفا مع الاخرين ،
4-وهناك قراءة اخرى للبعض وهي اكثر تطرفا وابتعادا وبحاجة الى ادوات وتقنيات خاصة للتعرف عليها ، ولم نتوصل الى اشارات اليها في حدود امكاناتنا وادواتنا في اجراءات البحث العلمي فقط ،وهي التي تتعلق بدوافع سياسية لجهات خارجيةاو داخلية توظف منصات رقمية باسماء وجماعات وهمية لاثارة الفتن وهذه من اخطر الفئات ولها اهداف شريرة وندعو الله ان بجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، والله المستعان.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك