صالح الراشد يكتب…أبطال في السر
صالح الراشد
ستادكم نيوز_ بطولة تضم منتخبات العراق وعُمان وسوريا والأردن تقام في العاصمة الأردنية عمان دون أن يسمع بها الكثيرون، وكأنها أقيمت في السر لستر عيوبها أو لقتل الكرة الأردنية بعيداً عن أعين الناس، فالبطولة لم تحفل بزخم ترويجي أو إعلامي لنشعر بأنها واجب ثقيل على اتحاد كرة القدم، وربما ظن القائمون على البطولة ان منتخبنا لن يحصل على لقب البطولة، لذا فقد ارتأوا أن تقام البطولة بعيداً عن الضجيج والصخب الإعلامي، حتى إذا ما خسرنا لم تتوجه إليهم أصابع الإتهام بالتقصير، لأن البطولة تقام في الظل ولا أحد يشاهد ما تخفي الظلال، لكن ما جرى كان مغايراً وظفر المنتخب الاردني بالبطولة وهنا حاول الإتحاد إظهار البطولة للعلن بعد نهايتها لكن كما يقول المثل “طارت الطيور بأرزاقها”.
وعانت البطولة من نقاط ضعف ووهن عديدة، فنسبة تسجيل الأهداف كانت ضعيفة ومتدنية بتسجيل المنتخبات “6” أهداف في “4” مباريات، بمعدل هدف ونصف لكل لقاء، وسجل نصف الأهداف المنتخب الأردني، فيما لم يسجل المنتخب السوري في البطولة، فيما شكل نقل مباريات البطولة من استاد الملك عبدالله إلى استاد عمان الدولي لعدم صلاحية أرضية الملعب المقرر، شكل ضربة قوية للجنة المنظمة التي برزت كغائب أكبر عن البطولة، فيما ترك غياب الجمهور علامات استفهام كبيرة رغم ان البطولة أقيمت في أجواء مناخية مناسبة، وهو ما جعلها مناسبة لمتابعة العائلات، لكن يبدو ان الترويج للبطولة لم يكن بالمستوى المطلوب، لتقام في السر رغم وجود أربعة منتخبات كبيرة مشاركة فيها، ولهذه المنتخبات جماهير وعشاق كُثر في الأردن.
وتوقعنا قبل البطولة أن تكون المباريات مفتوحة هجومياً، لكن المدربين تعاملوا مع المباريات على أن البطولة رسمية بغية تنفيذ الخطط التي سيعتمدون عليها في الاستحقاقات القادمة، لنجد ان تنفيذ الواجبات الدفاعية تغلب على الهجومية، ليكون المستوى الفني تحت المتوسط، وعلى صعيد المتابعة الإعلامية فقد شهدت البطولة غياب غير مبرر لعدد لا بأس به من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ليكون الشعور العام بأن البطولة تقام خارج الحدود، وهذا أمر يستدعي معرفة اسباب التباعد بين الإعلام والإتحاد.
عموماً حقق المدربون أهدافهم من البطولة التي احتاجت إلى جهود أفضل من القائمين على اتحاد اللعبة، وكان من الممكن أن تكون تنظيمياً أفضل بكثير من الصورة التي ظهرت بها، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة الإتحاد على استضافة الأحداث الهامة.