“الفيس” يعبث بالرياضة والرياضيين !
خالد الخطاطبة
لم يسبق وأن تعرضت الرياضة الأردنية بلاعبيها ومسؤولييها، لهذه الدرجة من الاستباحة والتنمر والتنظير، كما يحدث الآن على الساحة الرياضية المحلية، حيث استباحة الأعراض وشخصنة الأمور بعيدا عن المنطق والواقع.
مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة صفحات «الفيسبوك»، باتت تشهد في هذه المرحلة، خروجا عن الدين والأعراف والتقاليد، من خلال الإساءة لرياضيين، ونعتهم بصفات قبيحة، والافتراء عليهم، وتشوية صورتهم، في حملات ممنهجة وغير ممنهجة.
على مواقع التواصل، نشهد في هذه الأيام، مقالات وعبارات تستحق الاحترام والتقدير، وتجسد الواقع، وتدفع نحو تصويب المسار، لأن ما تحمله من نقد، لا يمكن وصفه إلا بالنقد البناء.
ولكن للاسف هناك الكثير من البوستات والعبارات التي تطعن في شرف وكرامة اللاعبين والمدربين بغير وجه حق، وتنعتهم بصفات ما أنزل الله بها من سلطان، لدرجة وصفهم بالخائنين أو المتآمرين أو المتخاذلين.
في صفحات الفيس، ينشر شخص ما «بوستا» لا يمت للواقع بصلة، لأهداف خبيثة، وسرعان ما يتصدى المعلقون والمتابعون للتعليق على البوست للاشادة بالكاتب، والتأكيد على ما جاء في منشوره، دون أن يتحققوا من صحة ما نشر.
الأدهى والأمر بالموضوع، أن التشهير بالرياضيين يأتي في كثير من الأحيان من الرياضيين أنفسهم بأسماء مستعارة أو إدارات متناحرة تدفع للنشطاء على مواقع التواصل للطعن برئيس أو لاعب أو إداري.
بحكم المتابعة ومعرفة الكثير من التفاصيل، أغلب ما يكتب على صفحات التواصل، إما مجاملة ونفاق لشخصية رياضية لأهداف خاصة، أو الطعن في أشخاص ناجحين لغيرة وحسد، أو كتابات نادوية مسيئة بعيدة عن الواقع، أو مقالات وبوستات مستأجرة، بحيث يقوم مدرب أو لاعب أو إداري على سبيل المثال، بالطلب من مشجع أو متابع، بقصف جبهة شخصية أخرى ببوستات على مواقع التواصل الاجتماعي للنيل منه أو تشوية صورته.
على صفحات التواصل الاجتماعي، الكثير من الظلم، والقليل من إحقاق الحق، بل أن الشخصيات الرياضية باتت عرضة للتنمر والتشهير، وهو أمر يتعارض مع ديننا وتربيتنا وعادتنا وتقاليدنا، ولا يمكن أن نوقف مثل هذا الظلم، إلا بفرض الدولة رقابتها على مواقع التواصل، وتفعيل محاسبة كل من يسيء، في خطوة أولى لوقف عبث الصفحات ومواقع التواصل بأعراض الناس بمن فيهم الرياضيون… وتبقى الرقابة الذاتية ومخافة الله هي الدافع الأقوى للحد من هذه الظاهرة.
-الغد