اللاعبون يرتقون بالإنسانية.. والفيفا يسقط في “الصهيوماسونية”
صالح الراشد
ستادكم نيوز – يعتقد البعض ان كرة القدم فوز وخسارة وظفر بالألقاب، متناسين ان الدور الحقيقي للرياضة هو بناء العلاقات وتعليم الشعوب معاني التنافس الشريف، وفوق كل ذلك تنتصر للحق على الباطل وهذا أمر شاهدناه في موقف مشرف وحيد تمثل بطرد الكيان الصهيوني من الإتحاد الآسيوي، لتتبناه أوروبا الذي قام اتحادها بكرة القدم باستبعاد روسيا من بطولاته لهجومها على أوكرانيا، ورفض الاتحاد الدولي لكرة القدم مشاركة روسيا في نهائيات كأس العالم في قطر لنفس السبب، فيما غض الاوروبي والدولي النظر عن الهجوم الصهيوني على غزة والأراضي الفلسطينية واعتبروه دفاع عن النفس، حتى وصل الأمر بالاتحادين العنصريين لمعاقبة من يرفع شعار “انصروا غزة”، فالفيفا يروج لكرة القدم على أنها نصيرة الشعوب على الظُلم والقهر “عدا الظُلم الصهيوني طبعاً”، فالصهيونية بأشكالها المتعددة هي من تتولى إدارة الفيفا، ليكون بيت “الفيفا” نقطة ضعف إنسانية كرة القدم لأنه يتخذ قرارته بأوامر “صهيوماسونية”.
لكن على صعيد اللاعبين تثبت كرة القدم من يوم لآخر انها تنتصر للإنسانية قبل النتيجة، وللحق على حساب الباطل، ليكون اللاعبون هم الوجه المشرق لهذه اللعبة وليس الاتحادات الاوروبية والدولية التي تنفذ سياسات مقيتة في غالبيتها، فالبرتغالي رونالدو يتولى علاج طفل صغير من مدينة برشلونة مصاب بالسرطان، أما ميسي فقد عرض أحذيته التاريخية للبيع وتبرع بثمنها لأطفال مرضى، بدوره تولى الانجليزي بيكهام حملة لإنقاذ أطفال أوكرانيا، فيما خاض النجم جون سينا مباراة في لعبة المصارعة مع طفل مصاب بالسرطان كان يتمنى هزيمة أبطال المصارعة لينتصر الطفل على سينا، وغيرهم الكثير من أصحاب المبادرات الخيرية في القارة الأوروبية، فيما كانت هذه المبادرات قليلة على الصعيد الاسيوي والإفريقي.
آخر وأجمل ما حصل شاهده العالم في لقاء برشلونة وقاديش في الدوري الإسباني، حين أصيب أحد المتفرجين بأزمة قلبية، وهنا انقلب الوضع وتوقفت المباراة لخمس واربعين دقيقة، فيما تجمهر اللاعبون وسط الملعب وهم يتابعون ما يجري مع المشاهد المريض، والذي حضر خصيصاً للإستمتاع بمهارات وفنيات هؤلاء اللاعبين، وكان الخطوة الإنسانية الاروع من الأرجنتيني جيرمياس ليدسما حارس قاديش، حين جرى صوب بدلاء برشلونة وأحضر حقيبة الاسعاف الطبي وفيها جهاز إنعاش القلب وسلمها للطبيب المعالج، ليثبت وزملاءه بأن كرة القدم طريق للإنسانية وليست لعبة للتناحر والشتم وتوجيه الإهانات.
نعم هذه هي كرة القدم والرياضة وتلك رسالتها للعالم أجمع، فهي طريق محبة وتعارف واندماج فكر مجتمعي وليس طريق للفتنة وزرع الشقاق بين الأهل والأشقاء والشعوب المختلفة، فكرة القدم هي اللغة العالمية الأبرز وقد تفوقت على الموسيقي حيث لا يوجد في العالم أحد إلا ويجيد لغة كرة القدم، لذا فإن من يخرج عن الرسالة الإنسانية لكرة القدم ومتعهتا عليه أن يبتعد عنها حتى لا يلوثها بفكره، سواء أكان مشجعاً أو إعلامياً أو إدارياً، فكرة القدم لعبة الأنقياء وليست مكاناً للأشقياء، وهي طريق المحبة وليست درب من دروب الشر، لذا لنحمي إنسانية اللعبة مممن يبحثون عن تحويل مسارها من السلام إلى الحرب ومن الإنسانية إلى الخلاف والإختلاف.