الثقافة الرياضية مرة اخرى
د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – بعد نشر المقال السابق بخصوص الثقافة الرياضية وتباين النظرة اليها من اقصى اليسار الى اقصى اليمين ، جاءت ردود افعال جيدة واضافات جديدة من رموز اكاديمية وثقافية محلية وعربية، مما شجعني ان اكرر الحديث في الموضوع ،لاضافة ما اعتقد انه قد يساهم في تشكيل راي عام متواضع، ويمكن البناء عليه مستقبلا بتنظيم ندوات ومحاضرات ومؤتمرات لايصال الرسالة الى اصحاب القرار الذين لا زالوا مغيبين تماما عن المفهوم الحقيقي للثقافة الرياضية لاسباب عديدة ،ومن ابرزها :
1- ندرة طرح مثل هذه القضايا في الاعلان بكافة اشكاله المسموع والمرئي والمقروء والمواقع والمنصات الرقمية ومن خلال دراسة استطلاعية لا تشكل الثقافة الرياضية بمفهومها العميق في الاعلام بكافة اشكاله مانسبته ال3%.
2-.ضبابية الصورة لدى المسؤلين عن الرياضية بشكل عام والتي لا تتعدى في احسن احوالها مباريات كرة قدم، وجماهير منقسمة بين هذا النادي وذاك ،ولا يتعدى دور الجهات الرسمية المعنية تامين الملاعب والحماية الامنية، وبعض الدول توظف الصراعات النادوية سياسيا وتاجيجها لصالحها.
3- تذيل التربية الرياضية سلم الاوليات في الموسسات التربوية بداء من المدرسة والتي تعتبر حصة التربية الرياضية عبئًا على البرنامج وتتقلص الى الحد الادنى وترحل لنهاية اليوم الدراسي او تختفي او يتم التنازل عنها لتعويض مادة اخرى ولا علامة لها في كل المراحل الدراسية ولا تدخل في المعدل.
4-عدم وضوح الصورة الملقاة على عاتق كليات ومعاهد واقسام التربية الرياضية والبدنية وعلوم الرياضية في الوطن العربي وذلك للثقافة المغلوطة السائدة، ولقصور اصحاب المهنة في ايصال الرسالة والروية والهدف ،بشكل تقتنع بقية الكليات في الجامعة نفسها لاهمية التربية الرياضية ودورها الانسانية
5- اصرار بعض أعضاء هيئة التدريس على اعتبار ان التخصص الدقيق في لعبة ما ،مما يثير السخرية احيانا عندما يقال ان فلان يحمل الدكتوراة في العاب القوى اوكرة القدم لان موضوع التمرير الاستلام والتصويب ورمية التماس في كرة القدم والسلمية في كرة السلة والتصويب من السقوط الامامي في كرة اليد او الضربة الساحقة في الكرة الطائرة والبدء المنخفض في سباق العدو الخ يستطيع ان يفتي فيه من يحضر دورات لاسبوع تنظمها الاتحادات الرياضية والاقليمية والتي تمنح الشهادات من AالZ ولذلك اصبحت الفروق غير دالة معنويا كما يقول خبراء الاحصاء بين المدرب وعضو هيئة التدريس
6- هناك اعلاميون لا يرغبون في الخوض في قضايا ثقافية لعوامل ذاتية وموضوعية احيانا، وبعضهم لا يحبذ استضافة اكاديمي ولا ارغب الخوض في الاسباب لتشعبها تبعا لثقافة الاعلامي وثقته بنفسه وقدرته على الحوار ،. وفي ضوء ذلك على اعضاء هيئة التدريس ان يرتقوا بعلومهم وسلوكهم الى مستوى المسمى ،وهو الدكتوراة في الفلسفة ،والتي تميزهم عن غيرهم ويرتفع خطابهم الى الفلسفة في اطاره البحثي والتدريسي بما يميزهم عن غيرهم، وهناك العديد من الاسباب نترك للقراء والمهتمين المساهمة في التذكير بها ،وفي ضوء ذلك علينا جميعا ان نحاول كل في موقعة ان يحاول ان يساهم في تغيير وتوضيح الصورة الضبابية لعل وعسى تصبح اكثر فهما ووضوحا لكل فئات المجتمع ،والله من وراء القصد.
*العميد الاسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك