د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – لا شك ان التطور الكبير في الاتصال الرقمي والتواصل بكافة اشكاله كان له تداعيات وتاثيرات على كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية وغيرها، وما يهمنا في هذا المقام ان نبحث سويا عن اثار ذلك على الرياضة بكافة مظاهرها ومجالاتها ، ومن اهمها الرياضية التنافسية المتمثلة في المباريات والبطولات المحلية والاقليمية والدولية ،وكذلك الرياضة التي تمارس لاغراض الترويح والصحة والعلاج والوقاية من الامراض ولذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين )،
واليوم في عجالة سنستعرض نتائج دراسة استطلاعية استقصائية اجريناها على عينة من اللاعبين والمدربين والاداريين والاكاديميين لابرز تداعيات وتاثير السوشال ميديا على معظم هذه الرياضات ، ونبدا بالجوانب الايجابية ونحددها بابرز النقاط التالية.
1- السهولة في الاتصال والتواصل مع كافة اركان اللعبة من لاعبين ومدربين واداريين وجمهور واختصار الوقت والجهد الذي كان يبذل سابقا في ذلك مما سهل مهمة الجميع في هذا المجال .
2-ساهمت المنصات الرقمية ووسائل الاتصال السريعة في التوصل والحصول على معلومات دقيقة عن الفرق المنافسة دون تكبد عناء السفر كما كان سابقا لدراسة المنافسين والتعرف على قدراتهم .
3-ساهمت المنصات والمواقع الالكترونية في سهولة الارشفة وحفظ المعلومات عن اللاعبين وبتفاصيل دقيقة وسهولة استرجاعها والاضافة او التعديل عليها.
4-اصبح الذكاء الاصطناعي شريكا اساسيا في كل مرحلة من مراحل اعداد الرياضيين باعتبار احد نتاجات التطور الرقمي في مجال الاتصالات والمعلومات .
5-ساهمت المنصات بكافة اشكالها في ادارة ملفات ادارة الازمات حال وقوعها لوجود البدائل المبرمجة في المنصات و الهواتف الذكية.
6-ساهمت المنصات في رفد الاجهزة الادارية والفنية بكل المستجدات التي تطرا قبل وخلال وبعد المنافسات وتطرح احيانا الحلول المناسبة والمتاحة امام صاحب القرار بناء على قواعد البيانات المتوفرة والمتجددة .
7-سهولة وسرعة الحصول على ردود الافعال من المجتمع المهتم والمستهدف للدراسات والابحاث العلمية في المجالات الرياضية،،،. وهناك من الايجابيات في استخدام السوشال ميديا للتعامل الفردي بين اركان الرياضة دون عناء او تكلفة .
ولما كانت هذه المنصات من السهولة التعامل معها كان لها العديد من الاثار السلبية والتي يمكن حصر ابرزها في النقاط التالية:
1- التراشق السلبي بين اركان اللعبة عبر الاعلام والمنصات الرقمية.
2- بث الاخبار الغير صحيحة وسهولة انتشارها.
3- اختراق مهنة الاعلام الرياضي دون حواجز من اشخاص وجهات غير مؤهلة لذلك مما اربك المشهد على المراقبين.
4- زيادة التاثير السلبي من خلال استخدام المنصات الرقمية والذي اصبح شريكا اساسيا في الصراع بين الاندية والدول الشقيقة والصديقة والاقليمية .
5-التاثير السلبي على اللاعبين من خلال الهجوم الالكتروني عليهم في السوشال ميديا من خلال جماهير الفرق المنافسة.
6-استخدام المنصات الرقمية للتاثير على اصحاب القرارات في المؤسسات الرياضية مما قد يؤثر عليهم في سرعة ودقة اتخاذ القرار.
7- التاثير على الاجهزة الفنية الاندية في اختيار اللاعبين سواء للانضمام للفريق او للمباراة الواحدة وخاصة لمن يتابع المنصات الرقمية ،.
وهناك تاثيرات سلبية في مجالات الدراسات والبحث العلمي في المجالات الرياضية يصعب استعراضها في هذا المقام وسنفرد لها مقالا خاصا،، وفي ضوء ما تقدم ومن خلال الاطلاع على دراسات وابحاث ونتائج الاستطلاع الاولية ، توصلنا الى اهم الاستنتاجات التالية.
1-ان استخدام المنصات الرقمية والسوشال ميديا ضرورة لا بد منها ويصعب تجاوزها او الاستغناء عنها .
2-ان استخدام هذه التقنيات الحديثة في السوشال ميديا بكافة اشكالها لها ايجابيات وسلبيات ولا يمكن تفاديها الا من خلال تشريعات وانظمة وقوانين تقلل من السلبيات ما امكن رغم صعوبة ذلك في المرحلة الحالية والتركيز على الايجابيات.
3- العمل على تاهيل الكوادر العاملة وتطوير مهاراتها في استخدام المنصات الرقمية في المجالات الرياضية بمظاهرها المختلفة.
4-التقليل او منع اللاعبين والاحهزة الفنية من التعامل مع السوشال ميديا وخاصة قبيل المسابقات وخلالها للتقليل من خطورة التاثيرات السلبية على ادائهم.
5-ينصح بعدم الانجرار وراء التراشق الاعلامي على السوشال ميديا وخاصة تدوير وتبادل الاخبار السيئة والسلبية 6-تخصيص فرق فنية متخصصة لجمع المعلومات التي تنشر على المنصات والتي تخص المؤسسة او الفريق واقتراح الحلول المناسبة بما يتعلق بالكتابة على السوشال ميديا ويتم حصرها في جهة واحدة
متخصصة.
7- ملىء الفراغ الإعلامي من خلال منصات السوشال ميديا لأن التخلي عن ذلك وعدم توفر المعلومة يؤدي الى دخول هواة الاشاعات والذين يعشقون الكتابة على المنصات بالتطوع لملىء الفراغ ،،،وفي نهاية المطاف علينا جميعا ان نحاول استثمار ايجابيات التعامل مع السوشال ميديا وتقليص فرص التاثير السلبي لها على مجمل الرياضة ما امكن.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك