عدنان حمد “ملاعب محتلة”
محمد جميل عبد القادر
إن إصدار ” ملاعب محتلة ” ونجمه عدنان حمد المدرب العراقي الشهير يمثلان أهم صنوف مقاومة الاحتلال من خلال كرة القدم التي تحدت المعتدي وشاركت في العديد من البطولات العربية والآسيوية والاولمبية ..
وقد لعب السيد عدنان حمد دورا هاما في إبقاء شعلة اللعبة متقدة مصرا على أن الاستعمار الحديث للقوات الأمريكية والحليفة وغيرها لا يمكن أن يغير من شجاعة العراقيين والرياضيين بشكل خاص …
لن ننسى المنتخب العراقي الأولمبي الذي أصر على رفع راية العراق بقوة في منافسات أولمبياد أثينا عام 2004 أي بعد جريمة الاحتلال عام 2003 مباشرة وحصل على المركز الرابع وهو إنجاز عظيم في تلك الظروف الصعبة التي توحش فيها العدو الغازي لكنه لم يستطع أن يقهر شعبا من الأبطال وفشل فشلا ذريعا بذلك .
إن السرد الموضوعي الموثق تاريخيا ومن خلال مدرب عراقي يعتبر من أشهر المدربين العرب الذين جالوا الوطن العربي أو خدموه بالإضافة إلى حسه الوطني ومعايشته لما سرد سيجعل الكتاب مرجعا للكرة العراقية والعربية يلجأ إليه كل من يعرف تاريخها العريق وشعبها المناضل ..
لقد أثبت محتوى هذا الكتاب أن الرياضة وذراعها الأكيد كرة القدم تستطيع أن تقنع الكثير أهمها تجنيد الرياضة لكي توحد الشعب العراقي وتعزز وحدته الوطنية رأسمال أي وطن عزيز كالوطن العراقي أهم دعائم الوجود العربي ..
في كتاب ” ملاعب محتلة ” درس لا ينسى في إفشال كل خطط المحتل وإفساد أهدافه لأن الشعب أقوى وأصلب من أن تؤثر فيه أو في حياته كل وحشية الاحتلال أو أهدافه المشبوهة ..
سعدت شخصيا لهذا الكتاب الهام الذي حرره إنسان يحمل فكرا رزينا وتأهيلا تربويا رياضيا عاليا ورصيدا كبيرا من المعرفة والخبرة المهنية والعملية والعمل في العديد من وسائل الإعلام الرياضي وكذلك العمل الاكاديمي في أهم الجامعات العراقية التي وصل فيها إلى أعلى المراتب والدرجات …. وقد حالفني الحظ فقرأت له العديد من الكتب المختلفة التي أثرت رغم كل التكنولوجيا المكتبة العربية التي تحتاج إلى هذه الكتب كثيرا …
إن تحرير أو تأليف كتاب في عصر التكنولوجيا والإنترنت مغامرة بحد ذاتها تحتاج إلى جهد كبير من الناحيتين العملية والنظرية …
أما المدرب القدير ” عدنان حمد ” فبالإضافة إلى نجاحه المهني وإنجازاته الكثيرة في العديد من الأندية والمنتخبات العربية وغيرها فقد وقف أيضا إلى جانب أهله وناسه ورياضة بلده في أيام المحن العصيبة ومقاومة المحتل الغاصب وكان دائما نجما متألقا يحمل ويؤمن بشعار هام عنوانه ” العراق الحر ” الذي يرفض الضيم ..
شكرا ل عدنان حمد فقد أدى وما زال يؤدي دوره كمدرب ولاعب وإعلامي أحيانا ومع ذلك سرد لنا حقائق ومواقف وإنجازات رياضية ووطنية جعلته من أهم نجوم الرياضة …
أما زميلنا القدير د. هادي عبد الله فقد حرر هذا الكتاب وأحداثه بأسلوب شيق وموضوعي يصلح بأن يكون مرجعا موثوقا به لتلك الحقبة من الزمن الصعب الذي انتصرت فيه الرياضة على المحتل الذي نبذته كل فئات الشعب المناضل الذي بنى جسورا من المعرفة والتاريخ العريق قبل ألوف السنين …
شكرا لإتاحة الفرصة لي لمطالعة ” ملاعب محتلة ” بانتظار كتاب جديد يثري الرياضة العراقية والعربية …