أتلتيكو مدريد.. فريق مشاكل يتعاطى حبوب “سيميوني”!
محمد الحتو
ستادكم نيوز – كل فرق أوروبا تهذّبت مع مراحل تطور كرة القدم في العقود الأخيرة، وتظهر أمام جماهيرها بصورة راقية “فنياً وأخلاقياً” إلا أتلتيكو مدريد “فريق مشاكل”، وكأن لاعبوه يتعاطون حبوباً ترفع معدلات العصبية والتوتر والهمجية في التعامل مع المباريات وخصومهم!.
مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني لا يتوقف عن الحركة، تراه يشحن الجماهير قبل اللاعبين “سلباً وإيجاباً”، يصدّر القلق لكل من في الملعب حتى لطاقم التحكيم، وتكاد لا تمر مباراة دون حصوله على بطاقة صفراء أو حمراء!.
وبما أن الناس على دين ملوكهم، فإن لاعبو أتلتيكو مدريد تشربوا الصفات القبيحة من سيميوني، وارتكبوا أخطاء بالجملة في ملعب “ميترو بوليتاو” الذي استضاف مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا وأسفرت عن تعادل الفريقين دون أهداف، وبالتالي تأهل رجال غوارديولا إلى نصف النهائي مستفيدين من الفوز ذهاباً بهدف نظيف.
المواجهة كان فيها أتلتيكو الأقرب للفوز لو تفرغ الفريق لكرة القدم وابتعد عن المناوشات مع لاعبي السيتي والحكم، ففي الوقت الذي رمى فيه “الروخي بلانكوس” بكل ثقله في منطقة السيتي وتهديده للمرمى بأكثر من فرصة محققة، خرج مدافعه فيليبي عن طوره وأخمد ثورة في أوجها كادت تغير كل شيء لولا أنه ضرب لاعب السيتي فودين من غير كرة ليشهر له الحكم بطاقة حمراء فتوقفت معها المباراة لعشر دقائق نتيجة اشتباكات اللاعبين وكبحت جماح “الأتلتي”!.
هذا الخطأ بتوقيته الحساس جداً يوضح مدى جهل وسذاجة لاعبي أتلتيكو لإهدارهم فرصة ذهبية بالعودة لحسابات التأهل، فما أروع أن تشاهد فريق يقاتل على النصر بمعنويات وروح شرسة وسط جماهير جرارة، ولكن ما أسوأ أن يكون أغلب هؤلاء اللاعبين غير أسوياء ذهنياً ولا ناصح عاقل لهم رغم إمكاناتهم الفنية والبدنية العالية إذ يجرهم الغضب لسلوك عدواني يتجنبون معه اللجوء إلى عقولهم للحصول على مبتغاهم!.
أتلتيكو مدريد محظوظ بوجود لاعبين شباب مثل البرتغالي جواو فيليكس والبلجيكي كاراسكو في صفوفه، لكنه لم يستفد من مهاراتهم كفاية لاعتماد سيميوني على طرق لعب لا يمكن تصنيفها ب”الواقعية” إذ يدافع بطريقة عافَ عليها الزمن، وكلنا تابعنا أن الفريق عندما يقرر الهجوم يكون فتاكاً بالتزامن مع القتال والاندفاع!.
خروج أتلتيكو مدريد من الأبطال يثبت أن الأندية الأوروبية مقامات ولا يفترض أن يبلغ نصف النهائي سوى الفرق العاقلة والراقية في كل شيء.. مبروك للمان سيتي.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات- سبق له العمل في جريدة العرب اليوم