“كلاسيكو” لا ترمش معه أبداً.. أدب وأخلاق وفن!
محمد الحتو
ستادكم نيوز– في الوقت الذي تحتقن فيه الأجواء وتقرع طبول الحرب وتشتعل مواقع التواصل سباً وقذفاً مع كل “كلاسيكو إسباني أو إيطالي” يرد “الكلاسيكو الإنجليزي” بلغة مختلفة وأجواء نظيفة وسحر كروي لا مثيل له في الدوريات الأوروبية الخمسة الأقوى في العالم.
مباراة ليفربول ومانشستر سيتي باحت بكل أسرارها، لم ترمش عين طوال 90 دقيقة، وفاقت المتعة والإثارة كل حدود بكرة قدم ناضجة تكتيكياً تفرغ فيها اللاعبون للفنون وتسابقوا على شيء واحد وهو ضمان المتعة للجماهير.
كأننا في مسرح، نتذوق فنون كروية، نتعلم من سيناريوهات ردود الفعل مع كل هدف، وفي النهاية ننظف عيوننا من مشاهد ملاعبنا العربية بمشاهد فائقة الجمال برقي اللاعبين وعناقهم والسلام الحار بين المدربين كلوب وغوارديولا على الرغم من قيمة اللقاء وحالة التوتر المفترضة بحثاً عن الفوز للمنافسة على اللقب، فالفارق نقطة لمصلحة السيتي 74 مقابل 73 نقطة لليفربول في صدارة ترتيب “البريمييرليغ”.
فنياً، كانت المواجهة صعبة على ليفربول الذي دخل “ملعب الاتحاد” مدركا الخطر الداكن قياساً بالأرقام التي تشير إلى أنه لم يكسب في أرض السيتي سوى مرة واحدة في آخر 10 مباريات مقابل تلقيه 6 خسائر، فيما كانت نتيجة 2-2 التعادل الرابع بينهما.
النتيجة جيدة للطرفين بعض الشيء وإن كان السيتي يستحق الفوز لأفضليته وقوة الوسط بقيادة “الرسام” البلجيكي دي بروين، والظهير الأيسر البرتغالي جواو كانسيلو نجم المباراة -من وجهة نظري- وصانع الهدف الثاني للسيتي الذي يعدو بسرعة للتتويج قبل سبع جولات على ختام البطولة ومبارياته سهلة مقارنة بما ينتظر ليفربول.
في المقابل، أدى ليفربول مباراة قوية وكان نجمه الأول الظهير الأيمن آرنولد، فيما لعب نجمنا العربي المصري محمد صلاح دوراً مهما في التعادل باللمسة الحاسمة لماني في لقطة الهدف الثاني، ولكنه في بقية المشاهد دافع أكثر مما هاجم ولم يظهر بمستواه الطبيعي خصوصا في الصراعات الثنائية مع كانسيلو، لذا ننتظر استعادته لحالته المعهودة إذ يبدو أنه تأثر نفسياً من صدمة فشل تأهل منتخب مصر للمونديال!.
“كلاسيكو المتعة والجمال”، تزامن مع موعد الإفطار، رطب القلوب وأسعد الناظرين وابتلت معه العروق على مائدة رمضانية.. ما أجمل الدوري الإنجليزي ومستوى “الأدرينالين” المرتفع.
- إعلامي أردني يعمل في الإمارات- سبق له العمل في جريدة العرب اليوم