محمد الحتو
ستادكم نيوز – النادي الكبير دائماً ما يتمتع بصفات فطرية تتغلغل في جينات المكان، وتنمو بين جدرانه مواهب في عمر الورود، فمن أنجب انييستا وتشافي وميسي، قادر على كتابة شهادة ميلاد الشاب الإسباني بيدري ابن ال19 ربيعاً الذي قاد برشلونة للفوز على اشبيلية بهدف ساحر من عالم آخر!.
بيدري غونزاليس، الذي رصدته صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية الموسم قبل الماضي وهو يغادر استاد “كامب نو” بسيارة أجرة “تاكسي” عقب انتهاء مباراة النادي الكاتالوني أمام يرنكفاروش المجري بافتتاح منافسات المجموعة السابعة لدوري أبطال اوروبا فيما زملائه يختالون بسياراتهم الفارهة، نضج بسرعة الضوء وفجر موهبته مع قدوته المدرب تشافي وأصبح أحد مفاتيح انتصارات برشلونة الذي يبدو مهووساً بصناعة الأساطير وربما يكون بيدري أحدهم في المستقبل لكونه يمتلك الكاريزما والمهارة وقبل كل شيء دماء “البلوغرانا”.
ما أثار إعجابي في المباراة، حالة “العطش الكروي” التي تغلف أداء برشلونة، فالفريق متقدم بهدف أمام خصم عنيد، ومع ذلك يدافع في ملعب اشبيلية، ويقطع الكرات بسرعة ويحولها الى هجوم ضارب، فارض تكتيكه، متحكم بمجريات اللعب، وكأن تشافي يدير اللقاء ب”الريموت كونترول”!.
برشلونة حقق علامة كاملة يستحقها، ولكن هناك ملاحظة بسيطة على الفرص المهدرة، إذ اتضح هناك مشكلة لدى نجوم الفريق ألا وهي تكريس اللعب الجماعي الى حدود مبالغ فيها!! وهذا ما كشفت عنه تحديداً رأسية عثمان ديمبلي حين فضّل من خلالها صناعة هدف رغم أنه على مرمى حجر من المرمى! وكذلك الحال في كرة بيدري الذي راوغ أكثر من لاعب وحين أصبح المرمى مشرعاً أمامه مرر لزملائه دون أن يطمع بالهجمة!.
أما الجوانب المضيئة في برشلونة، فتكمن في تنوع هجمات الفريق، واسترداده الكرة خلال زمن قياسي، وشن طلعات خطرة من الجناحين والعمق، تهديد المرمى بالقدم والرأس، وتابعنا أنه عندما أغلق اشبيلية كل المنافذ بتكتله الدفاعي، جاء الحل بقدم الفتى الذهبي بيدري “من خارج المنطقة”!.
برشلونة.. قهر ريال مدريد “المتصدر” وانتزع المركز الثاني من اشبيلية بفكر تشافي الذي صعد بالفريق من المركز 12 الى الوصافة وكأنه يحمل عصا سحرية.. الأداء عالي، ولذة كرة القدم تعود، فهل هناك أمتع من برشلونة بشكله الحالي في أوروبا؟ أشك في ذلك!!.
أخيراً.. “عفى الله عما سلف”.. برشلونة يواصل تنظيف عيوننا من “بارسا كيكي سيتين وكومين وبارتوميو” ذلك الزمن القاسي.. “تنذكر وما تنعاد”!!.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات- سبق له العمل في جريدة العرب اليوم