فرق كبير بين حكيمي وحكيم.. “هنا رجل مغربي”
محمد الحتو
ستادكم نيوز – تألق النجم المغربي “العالمي” أشرف حكيمي وقيادته منتخب بلاده لقلب الطاولة على مالاوي 2-1 في دور ال16 من بطولة أمم أفريقيا أجبرني على فتح ملف لم أكن أحب التطرق إليه ولكن للضرورة أحكام، إذ من الواجب الاستفادة واليقين بأن ارتداء أي لاعب لشعار المنتخب “مسؤولية وطنية” تحوله إلى جندي غيور على بلده وحريص على “حرث” الملعب وأكل العشب الأخضر من أجل إسعاد شعب بلده.
في اللحظة التي سجل فيها حكيمي -زميل ميسي ونيمار ومبابي في باريس سان جيرمان ولا يقل نجومية عنهم جميعاً- عدت بشريط الزمن لأشهر قليلة وتوقفت عند موقف محترم للمدرب البوسني “الجريء” خليلوزيتش حين قرر استبعاد قائد المنتخب المغربي حكيم زياش لأسباب “غير فنية” تتعلق بعدم تحليه بالمسؤولية وتعاليه على رفاقه ومخالفته للقواعد والانضباط مما يؤثر سلباً في بيئة وأجواء المنتخب ويزعزع مسيرته نحو تحقيق أهدافه!.
الكل وقتها استهجن موقف المدرب المخضرم، فكيف تطرد “مارادونا عصره” من منتخب بلده وهو يلعب بالدوري الانجليزي مع تشيلسي وقيمته السوقية تتجاوز 45 مليون يورو؟!.
الحقيقة أن خليلوزيتش طرد من المنتخب “أشباحاً” كانت تستعلي على بقية اللاعبين، ففي معسكرات أغلب المنتخبات ومنها العربية هناك نعرات وعنجهية و”شوفة حال” يظهرها بعض النجوم على زملائهم بدلا من أن يكونوا قدوة لهم! ومنهم على سبيل المثال لا الحصر زياش ونصير المزراوي مدافع أياكس أمستردام الهولندي وعبدالرزاق حمدلله هداف النصر ثم الاتحاد في الدوري السعودي!
كلهم لم يقدسوا المنتخب وبدوا غير مبالين بسمعة كرة بلادهم وبعضهم استهزأ بقرار استبعاده بصورة مستفزة عبر مواقع التواصل غير مكترث للموقف، ولكن الآن أعتقد أنهم خائبون ينظرون بوجوه بائسة لأشرف حكيمي وهو يسجل بقدم ذهبية ضربتين ثابتتين من خارج المنطقة أحرز بهما هدف التعادل 2-2 بمرمى الغابون بدور المجموعات، ثم هذه الكرة الصاروخية التي أطلقها من مسافة بعيدة لتعانق شباك مالاوي وتؤهل المغرب الى الدور ربع النهائي للبطولة القارية وسط حالة ذهول وإعجاب، و”صرخة نصر” زأر بها “أسد الأطلس” في أدغال إفريقيا.
حكيمي الذي يساوي في بورصة اللاعبين أكثر من 100 مليون يورو، يرغب في استعادة المغرب لكأس إفريقيا بعد طول انتظار دام منذ عام 1976 وهو التتويج اليتيم للمغرب باللقب!
فرق كبير بين “حكيمي وحكيم”، فالأول يقدر معنى وطن، وتجده يقاتل في الملعب لصناعة أو تسجيل هدف، أما الثاني فظهوره من عدمه بقميص المغرب لا يعني شيئا في ظل تعملق الأوفياء: سفيان بوفال ورومان سايس والحارس ياسين بونو والمهاجم يوسف النصيري ومن خلفهم أفضلهم أشرف حكيمي.
تاريخ منتخب المغرب في أمم أفريقيا يشوبه سوء حظ تماماً كتعنت الكرة دخول مرمى مالاوي وارتطامها بالقائم والعارضة ثلاث مرات، أما في كأس العالم فحدث بلا حرج إذ سطرت أمجاداً عبر أساطيرها بادو الزاكي وجيله الذهبي مروراً بنور الدين النيبت والشقيقان يوسف ومصطفى حاجي والفنان صلاح الدين بصير، وانتهاء بالرجال الشجعان ومحاربهم الأول أشرف حكيمي.
يبقى الإنجاز الأبرز للمغرب أنه أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى دور ال16 بكأس العالم عام 1986 غير أنه رغم ذلك لا يقوَ على رفع كأس السمراء مرة ثانية، فهل تكون نسخة الكاميرون بشرة خير على المغاربة؟.
أخيراً، نبارك للمغرب تأهلها لربع النهائي وإن كان طريقها صعبا نحو اللقب إذ ستلعب مع الفائز من مصر وساحل العاج، وحال أكملت الطريق ستواجه الفائز من مواجهة غامبيا والكاميرون لبلوغ النهائي الحلم الذي وصلته للمرة الأخيرة في 2004 وخسرته أمام تونس.
شدوا الهمة يا “أسود الأطلس”.. كرتكم ممتعة ومستواكم عالي.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات- سبق له العمل في صحيفتي الغد والعرب اليوم