التوجه نحو التخصص
د. فايز أبو عريضة
قبل نصف قرن من الزمان كان الرياضيون يمارسون العابا عدة فردية وجماعية. وقد يجمع بين اللعب والتدريب لنفس الفريق والتحكيم في لعبة أخرى، وكانوا يتناوبون التدريب على عدة فرق في آن واحد، ويدربون عدة العاب ويقومون بتحكيم المباريات في ذات الوقت ، وجاء ذلك لان معلم التربية الرياضية في تلك الحقبة كان يقوم بكل هذه المهام في المدرسة والنادي لقلة الخريجين والمؤهلين المتخصصين ، إلى ان صدرت تشريعات من اللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية تنظم هذه العملية بشكل تخصصي، وبعد الانتشار الافقي والعمودي والواسع فى اعداد المدربين والحكام والاداريين بالتاهيل الاكاديمي والدورات التخصصية، وخاصة في كرة القدم اصبح من الضرورة ان يختار المدرب من بداية الطريق ما يتناسب مع قدراته ورغباته في التخصص الدقيق في نفس اللعبة، فالاصل ان يختار وجهته كمدرب لياقة بدنية او لحراس مرمى او مدرب عام، وقد يتخصص في تدريب فئات عمرية محددة لابداعه فيها، ولكن ليس من المناسب والمنطقي ان تكون اليوم مدرب حراس وغدا مدرب لياقة بدنية وبعد اسبوع محاضر في الدورات التدربيبة او محلل متخصصا على الفضائيات او خبير في الصحافة او اداري لفريق ما او حكم في الملاعب ، لان هذا يشتت الجهود ويبعثرها، فما عليك اذا اردت ان تنجح في مشوارك المهني ان تختار من بداية الطريق وجهتك التخصصية التي تجد نفسك فيها، فقد تكون مدربا ناجحا او حكما مبدعا، و قد لا تنجح كمحاضر في التدريب او محلل اعلامي كمجال عمل تخصصي ، والعكس صحيح، وخاصة في ظل هذا الكم الهائل من المدربين والمحاضرين والاداريين والخريجين.
*العميد السابق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك